أى خلاف زوجى لن ينتهى بالضرورة إلى أن يقتل الزوج زوجته كما فعل المذيع إيهاب صلاح مع زوجته ماجدة، لكن أى خلاف زوجى بسيط من الممكن جداً أن يتصاعد وينتهى بشرخ رهيب فى العلاقة أو معركة زوجية مليئة بالتراشقات اللفظية الجارحة وأحياناً اللكمات البدنية الساحقة نتيجة أننا نجهل فناً مهماً وهو فن إدارة الخلافات الزوجية، هذا هو الدرس الأول المستفاد من قضية المذيع وبائعة البن، فنحن فى مصر لا نعرف كيف ندير حواراتنا الزوجية؟!،

ويجهل طرفا العلاقة خصوصية كل منهما، ويغفل الرجل النسيج السلوكى للمرأة، وتنسى المرأة التشريح النفسى للرجل، وكما قال جون جراى مؤلف كتاب »آدم من المريخ.. حواء من الزهرة«، إن الرجل دائماً يهجع إلى كهفه الخاص ليستريح فيه، والمرأة تلجأ دائماً إلى الكلام ليس لمجرد الثرثرة ولكن للإحساس بالاحتضان والأمان، تحدث شرارة الخلاف وتشتعل ناراً عندما تقتحم المرأة هذا الكهف وتصر على هتك خصوصيته فى التوقيت الخاطئ لتنقلب إلى زنانة تريد حسم الخلاف حالاً فى التو واللحظة،

وأيضاً عندما يترجم الرجل فضفضة المرأة على أنها شكوى منه فتنتفخ غدة العناد لديه ويحس بالجرح فيتهم زوجته بأنها طماعة، صارخاً »أعمل إيه أكتر من كده« وهو لايعرف أنها فقط تفضفض ولا تريد حلاً، إنها فقط تريد حضناً.

الدرس المستفاد الثانى من قصة المذيع وبائعة البن هو أن عدم الاختلاط فى المدارس وفى الحياة بالنسبة لشخص ما من الممكن أن يجعل المرأة بالنسبه له قارة مجهولة لايستطيع الإبحار إلى شاطئها الغامض، فالمذيع من عائلة محافظة وتعليمه أزهرى لا اختلاط فيه، لم يعرف كيفية التعامل أو الحوار مع المرأة، من السهل جداً على أى عابرة سبيل حتى ولو تفاوت المستوى الثقافى بينه وبينها أن تداعب أسلاك غروره العارية وتدلك غدة نرجسيته، يجهل كيف يجذب ويستميل؟،

وكيف ينهر ويتملص أيضاً ؟، والكثير من متابعى تفاصيل القضية تعجبوا واندهشوا من كيفية الإيقاع برجل فى مكانة هذا المذيع الشهير بواسطة فتاة دبلوم صنايع، وزنها كما يقول عند بداية العلاقة يتجاوز المائة كيلوجرام، من وجهة نظر المتابعين المندهشين »بلدى« كما قال له رجل الأمن فى مبنى التليفزيون عندما شاهدها تنتظره على الباب بالشبشب والجلباب الأسود!!،

وتوسع المستنكرات الدائرة أكثر متهمة الرجال كلهم بالعين الزايغة وأن التراب فقط هو الذى يملأ عيونهم الفارغة، يتساءلن كيف توقع البنات »البيئة« بالرجال »الكمل«؟،

ويشتكين من أن الخادمات يوقعن أزواجهن فى حبائلهن، بالرغم من أن الزوجات بنات ناس متربيات مؤدبات مثلهن مثل المذيعة التى طلقها إيهاب!!،

الحقيقة المرة فى تفسير ذلك التناقض هو أن هذه البنات البيئة كما تسميهن المستنكرات المندهشات فى أحيان كثيرة يمتلكون الشفرة السرية للدلال، ويعرفن بالفطرة الخشنة كيفية تسويق بضاعتهن من الدلال والدلع والرسائل الجنسية بمجرد النظرة والكلام!،

ويستطعن خطف هؤلاء الرجال سائلى اللعاب قليلى التجربة حتى ولو كن يتمتعن برصيد متواضع من الجمال، فهن يستطعن تعلية وتحلية وإبراز وبروزة هذا الرصيد الضئيل ليصير بنكاً متحركاً!.